كما كان مقررا سابقا خاضت النقابات الخمس الأكثر تمثيلية بتاونات – الإتحاد النقابي للموظفين – الكنفدرالية الديمقراطية للشغل – الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب – الفيدرالية الديمقراطية للشغل – الإتحاد العام للشغالين بالمغرب- إضرابا إقليميا عاما في قطاع الوظيفة العمومية و الجماعات المحلية بتاونات شل معظم المؤسسات. و تأتي هذه المحطة النضالية التصعيدية التي دعت إليها النقابات الخمس في إطار المسلسل النضالي التصعيدي الذي ابتدأ نهاية الموسم الماضي من خلال المعارك النضالية التي خاضها الإتحاد النقابي للموظفين التابع للإتحاد المغربي للشغل قبل أن يدعو النقابات الأخرى الى التنسيق من أجل خطوات مشتركة على اعتبار ان المطالب مشتركة و لا يمكن تحقيقها الا من خلال نضالات وحدوية .ويذكر أن أهم المطالب التي يتضمنها الملف المطلبي للنقابات الخمس هي المطالبة بإعادة تصنيف إقليم تاونات ضمن المنطقة – أ – و اعتباره منطقة نائية و صعبة موجبة للتعويضات عن العمل بمثل هذه المناطق ،وجدير بالذكر كذلك أن اقليم تاونات مصنف ضمن المنطقة -ج- مثله مثل المدن الكبرى كالرباط و الدار البيضاء و فاس... و هو ما عرض اقليم تاونات للحيف مرتين فعلى عكس اقليمي تازة و الحسيمة –الأقاليم الثلاث تنتمي لنفس الجهة- تم تصنيفه ضمن المنطقة –ج- ،و لأنه مصنف ضمن هذه المنطقة حرم من التعويضات عن العمل بالمناطق النائية و الصعبة .
و يتميز إقليم تاونات بعدم توفره على معظم المرافق الأساسية بمختلف المناطق التابعة له بما في ذلك مدينة تاونات و بتضاريسه الجبلية الوعرة وصعوبة مسالكه ،حيث يكفي مثلا تهاطل امطار بكمية متوسطة حتى تصبح مناطق عدة في عزلة عن العالم الخارجي ...
و في ظل عدم تجاوب الجهات المسؤولة مع المطالب العادلة و المشروعة للشغيلة في الإقليم فإن الأمور اصبحت جد معقدة حيث أن التصعيد أصبح سيد الموقف فقد تم خوض مجموعة من الإضرابات سواءا في قطاع التعليم أو في قطاع الوظيفة العمومية و الجماعات المحلية كان آخرها الإضراب الإقليمي لهذا الأسبوع و الذي كان مقررا أن يكون مصحوبا بمسيرة شعبية بتاونات غير أن السلطات المحلية و كما عودتنا على ذلك قامت بمنع المسيرة كتابيا كما حاصرت مكان الوقفة – أمام مقر العمالة – بقوى الأمن و قوات التدخل السريع ،ليتم الإكتفاء بتنفيد وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة عرفت حضورا مكثفا لموظفي وموظفات الإقليم رغم الأحوال الجوية الممطرة و برودة الطقس ...
و في ظل هذه الوضعية التي لا تبعث على الارتياح يبقى المتضرر الأكبر هم المواطنون عموما و التلاميذ على وجه الخصوص على اعتبار أنهم ملزمون بإتمام المقرر...أما الجهات المسؤولة و كأنها غير معنية بما يحصل.