أربع نقابات تعليمية تخذل دكاترة التعليم المدرسي المعتصمين بالرباط منذ 18 فبراير


رسالة من مناضل كنفدرالي بتاونات الى الدكاترة المعتصمين

بسم الله الرحمن الرحيم

معشر الدكاترة والدكتورات الصادقين والصادقات،
 عناوين الوفاء والإخلاص للعهود والقيم والمبادئ
تحيات المحبة والتقدير

بداية أهنئكم عاليا على صمودكم البطولي الذي أكدتم من خلاله أن عزيمتكم في طلب الحق لا تلين، وأن إصراركم على الوفاء بالعهد لا يتبدل، وأن ثباتكم دليل حرص على العزة والشرف والكرامة، وأن إيمانكم بعدالة قضيتكم، وبحتمية إحقاق الحق لا يتزعزع، وأنكم لم تكونوا كالذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا... حسبهم سقوط القناع وانكشاف الحقيقة، وقد لمحت في مقال سابق إلى أن شمسكم ستعريهم لتحرقهم واحدا واحدا، ولسان الحال ها هنا أبين من لسان المقال...

زميلاتي زملائي الدكاترة الشرفاء ممن اتفقنا أو اختلفنا معهم اختلاف مبدأ، تقديري لكل الصادقين من الذين التحقوا بالمعتصم أو لم يلتحقوا، للذين التحقوا وكان لهم تقديرهم الخاص وعادوا إلى العمل بصدق، للذين كانت لهم تقديرات مناقضة لتقديراتنا بصدق، للذين اختلفنا معهم بخصوص رفع أو تعليق المعتصم أو الانسحاب منه، لكل الانتماءات السياسية والإيديولوجية، من المحيط إلى المحيط، ممن ناضلت بصدق. لكم مني ومنكم، لكم من قطعة من قلبكم احترامي. لذا فإن بعض الأحكام التي سترد في كلمتي، والمبنية على المتابعة والتحليل والشهادة الواقعية لا تتعلق إلا بأصحاب المكر السيء..

لقد كانت مكاسبنا، أيها الإخوة والأخوات، من خلال خوضنا للاعتصام المفتوح كثيرة ومهمة جدا؛ إن الدروس التي لقنتنا إياها تجربة المعتصم على مر ما يناهز الشهرين غنية بالعلم والمعرفة والخبرة الميدانية؛

- فقد عرفنا من نحن جيدا.

- وعرفنا جسمنا جيدا.

- عرفنا مكامن الضعف ومكامن القوة فينا.

- عرفنا كيف تختار النقابات ممثلي بعض الفئات، ومن تنتقي لذلك. وكيف يتوسل هؤلاء الممثلون لأنفسهم بأساليب غاية في الخسة والخبث للإيقاع بمن يدعون تمثيلهم.

- عرفنا كيف تتعاطى الدولة والنقابات كجزء من بنية الأنظمة الفاسدة مع الناس.

- عرفنا كيف تتلون أفاعي بعض النقابات في خطاباتها وبياناتها لاعتقال وإلغاء ووأد منخرطيها تارة بالنقل وتارة بالعقل وغالبا بهما معا.

- عرفنا كيف تتحول النقابات من الدفاع عن حق الشغيلة إلى إنقاذ الفساد من السقوط.

- عرفنا كيف نقرأ الصدق في بساطة وأداء الصادقين، والمكر والخديعة في لغة وبهلوانيات ومسرحيات المنافقين والمسخرين والخدم.

- عرفنا كيف يتم استبلاد الناس واستحمارهم والتعتيم والكذب عليهم من لدن بعض القيادات.

- عرفنا كيف يُستغل الدين والعقل معا لخداع الناس وذوي النيات الحسنة منهم خاصة.

- عرفنا كيف يستخدم النظام الفاسد أزلامه ممن يدَّعون تمثيل الشعب ضد الشعب.

- عرفنا أن المعركة ينبغي أن تكون ضد هؤلاء أولا.

- عرفنا كيف يتصرف سماسرة الدين والعقل والسياسة حين يغيب الصدق والوفاء للقيم الإنسانية النبيلة.

- عرفنا ما قد يدعونا مقام ما بخصوص بعض الأسماء إلى كشفه...

- كنا شهداء على تحول بعض من توهموا أنفسهم قادة أسودا إلى مجرد جرذان بل هم أذل. (نستسمح الجرذان ككائنات فهي أشرف منهم)

- كنا شهداء على أنهم عادوا إلى أصلهم وفصيلتهم بعد أن حاق المكر السيء بأهله.

- عرفنا المكر يسعى بين الناس بأيد وقدمين.

- رأينا النفاق ينطق بلسان وشفتين.

- استنتجنا أن الكفر بالصدق والوفاء والوضوح والحقيقة والجرأة في قول الحق عند السلطان الجائر ( (الزعيم) النقابي والسياسي المتآمر) ملة واحدة، وأن أهله من سقط المتاع.

- سقط القناع عن القناع عن القناع.

- سقط القناع.

أعود مرة أخرى لأعرب لكل الصادقين والشرفاء من المناضلات والمناضلين الذين أشرت لهم أعلاه عن تقديري واحترامي.

قبل ملتمسات الختم أود أن أحيي بالمناسبة الإخوة الصادقين في الهيئة الوطنية للدكاترة على تصحيحهم للوضع داخل الهيئة، كما نُكْبر فيهم صمودهم واستماتتهم، وعبرهم الجامعة الوطنية للتعليم/ ا م ش على رفضهم توقيع أي بلاغ لتعليق الاعتصام بدون محضر كتابي موقع يضمن الحق العادل والمشروع للدكاترة. وإعلانهم عن استمرار الاعتصام.

ولا يفوتني أن أخبر الإخوة المجاهدين المناضلين المصرين على الاستمرار في الاعتصام أننا على العهد باقون، وموعدنا يوم الاثنين صباحا بالمعتصم، فالملتمس من كل الدكاترة من مختلف الحساسيات النقابية خاصة تلك التي تخلت عن قواعدها بقرارات بيروقراطية متآمرة من فوق، ووضعتها في موقف حرج جدا مع الصادقين. نلتمس من هؤلاء أن يحضروا بقوة وكثافة للتعبير عن موقفهم، ومن خلال ذلك يرسلوا رسائل إلى الجهات المعنية بأنهم ليسوا قطعانا تساق، أو عبيدا دورهم الامتثال والطاعة، أو متسولين على أبواب سماسرة النقابة والسياسة، بل طلاب كرامة وأصحاب حق وقرار.

بالمناسبة، وكمنخرط في النقابة الوطنية للتعليم/ الكونفرالية الديمقراطية للشغل، أدعو كافة الإخوة والأخوات المنخرطين في ذات الهيئة الحضور المكثف إلى المعتصم يوم الاثنين لتقويم ما حصل، ومناقشة الرد المناسب على النقابة، والتداول في مسار الملف وآفاقه رفقة كل الدكاترة الواعين بأن الملف ملفهم ووحدهم من يستطيعون الدفاع عنه.
وإنه لنضال حتى النصر
أخوكم الدكتور عبد العزيز بنعيش/ تاونات