حركة 20 فبراير والنقابات
تدور عجلة حركة 20 فبراير الشبابية، ويدور معها النقاش في أوساط الشباب، المنتمي منه أو غير المنتمي، في أمور كثيرة. نقاش يتوخى خلخلة السائد حزبيا ونقابيا وجمعويا وإعلاميا ، ويحاول تعرية الواقع السياسي المغربي ، وذلك من اجل مغرب آخر لا مكان فيه للمفسدين والفاسدين حزبيا ونقابيا وجمعويا وإعلاميا ، مغرب الحرية والكرامة ، حيث تسترجع الجماهير الشعبية حقها في الاختيار .
في هذا الإطار جاء النقاش في موضوع فاتح ماي . ففي سياق الاستعداد لهذه المناسبة الأممية، طرحت حركة 20 فبراير الشبابية على النقابات فكرة توحيد الاحتفال، ليكون احتفالا واحدا ورهيبا. إلا أن المجهود الذي صرف في التواصل مع النقابات من اجل فاتح ماي موحد ، ذهب اغلبها سدى ، لان البيروقراطية النقابية المتعاونة والفاسدة غير مستعدة لخوض تلك التجربة ، إضافة إلى احتماءها بالفتات الذي خرجت به من " الحمار الاجتماعي " الأخير ، هذا الفتات الذي هو ليس ثمرة نضال نقابي ديمقراطي وكفاحي في الميدان ، وإنما هو ثمرة ظروف سياسية صعبة على النظام ، يريد منها هذا الأخير، ارشاء و تحييد الطبقة العاملة عن الحراك الشعبي الدائر اليوم بالمغرب .
إن الشباب، المنتمي منه أو غير المنتمي، حين عبر عن سخطه على البيروقراطية النقابية قد أصاب التعبير، وكشف عن كون البيروقراطية النقابية شريحة من الانتهازيين، إلا أن الخلط بين القيادات النقابية والإطارات النقابية ليس صائبا كلية.فقد يصدق على نقابة دون أخرى . فالنقابات بالمغرب غير مستقلة عن الدولة ، وهذه الدولة تراقب الحقل النقابي بإحكام ، وتعرف بان جيوب الممانعة النقابية ، التي يؤطرها فكر الاستقلال النقابي عن الدولة ، وتحويل النقابة أداة نضال بيد الطبقة العاملة ، ما زالت متواجدة في بعض النقابات ، خصوصا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل .
لماذا بالضبط هاتين النقابتين ؟لان داخل هاتين النقابتين يسود الخط النقابي البيروقراطي و إلى جانبه خط نقابي ديمقراطي كفاحي، يحارب البيروقراطية من الداخل، داخل النقابة، باستماتة، وغالبا ما تكون نتائج تلك الحرب على البيروقراطية طرد النقابيين الديمقراطيين والكفاحيين من النقابة.
إن القول بفساد النقابات إطلاقا، أو الإيحاء بعدم جدوى العمل النقابي، مادام انه يكبل الطبقة العاملة، أمر غير ذي معنى. فالنقابات والأحزاب والجمعيات إطارات جماهيرية تعاني من الفساد في سياق سياسي عام فاسد.والطبقة العاملة لا يمكن أن تستغني عن العمل النقابي.لهذا فما هو جوهري في كل هذا الأمر هو كيف العمل على استرجاع الطبقة العاملة لإطاراتها النقابية ، حتى تكون هذه الأخيرة بالفعل أدوات نضال للدفاع عن مصالحها ، وتكون أدوات تضامن مع أي حراك شعبي يتوخى إخراج الشعب المغربي قاطبة من حالة الوصاية إلى فضاء الحرية والكرامة .
إن حركة 20 فبراير الشبابية جاءت لتشعل النار، نار الاحتجاج، في هشيم الدولة، بأحزابها ونقاباتها وجمعياتها. وإشعال النار في هشيم البيروقراطية النقابية هو من مهام النقابيين الديمقراطيين والكفاحيين والقواعد النقابية وعموم الطبقة العاملة ، لهذا اعتقد بان حركة 20 فبراير الشبابية ليست بديلا حزبيا أو نقابيا أو جمعويا ، بل هي الإطار العام الذي يسمح ويحفز على إشعال نيران الاحتجاج ، خصوصا داخل الإطارات الحزبية والنقابية والجمعوية التي على ديمقراطييها وكفاحييها وقواعدها أن يسقطوا الفساد داخلها .
احسين 28/04/2011