بلطجية رئيس المجلس البلدي لبلدية طهر السوق
خلال أحداث الثورتين التونسية و المصرية، استعانت الأنظمة الديكتاتورية بالإضافة إلى أجهزتها القمعية بمرتزقة، تم توظيفها من أجل قمع الحركات التحررية التواقة إلى الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية، و بالرغم من أن ذلك الأسلوب الدنيء لم يجدي نفعا أصحابه في إفشال الثورات، فقد تم إعادة نفس التجربة باليمن و ليبيا، و أصبح الآن مؤكدا أن كل الأنظمة الدكتاتورية مآلها الزوال و مزبلة التاريخ، و ستدرس للأجيال المقبلة في مقرراتها الثورات العربية المجيدة.
من المؤسف أن توظيف البلطجية ، " الشماكرية أو ما يسمى بالفرنسية les clochards " بدأ يتوارثه في المغرب أعداء الديمقراطية و أعداء الشعب و أعداء الطبقة العاملة، بعد أن ظهرت في المغرب حركة 20 فبراير المناضلة، و ذلك من أجل الالتفاف على مطالبها و تشويه صورتها و احتجاجها السلمي، و ربطه بالتدمير والتخريب مغالطة للرأي العام، لكن حبل الكذب قصير و لن يطول، سرعان ما انكشف المستور و أصبح الشعب واعيا بكل ما يحاك ضده من مؤامرات و دسائس لعرقلة محاولة الانتقال الديمقراطي و حق الشعب في تقرير مصيره بنفسه، عبر انتخابات حرة و نزيهة، تنتج عنها حكومة مسؤولة أمام الشعب، و قضاء مستقل و نزيه لمحاسبة المجرمين و ناهبي المال العام و مصاصي الدماء ، و لهذه الأسباب و خوفا من العقاب، بدا بعض الطغاة المستبدين يستعدون لتسخير بلاطجتهم، و من بينهم رئيسنا الذكي عبد الرحمان الغريب ( رئيس بلدية طهر السوق)، و بعض أتباعه الأوفياء من دوار تونس بالتفكير في مواجهة الاعتصام المفتوح الذي أقدم عليه عمال و موظفي البلدية ابتداء من يوم الثلاثاء 17 ماي 2011 ، رفضا منهم للظلم و القهر و التسلط الممارس عليهم من طرف رئيس المجلس.
لقد عقد سيادة الرئيس الذكي، لقاءا خاصا يوم الخميس 19 ماي 2011 ، مع أحد أعضائه من دوار تونس بمعية أحد المكفوفين من دواره، خصص لدراسة الخطة لتفكيك الاعتصام، و استلهموا بخطة زين العابدين و مبارك، و ذلك بتعبئة سكان الدوار و بعض مرتزقة الرئيس للاحتجاج على الموظفين أمام البلدية يوم الاثنين 23 ماي 2011. و كل ما يجعلني أستغرب أن باشا طهر السوق نائم في سباته العميق و هو الذي يقول " أنا الزبيبة ايلا ازطمت عليها نحس بحلاوتها "، و مع ذلك لم ينتبه لما قد ينتج عن هذا السلوك الصبياني و اللا مسؤول لرئيس المجلس، خصوصا أن الظروف التي يعيشها المغرب حاليا، تستدعي اليقظة و الحذر لتفادي الانزلاق في وضع قد يصعب تداركه، فان كان للرئيس بلاطجته و شبيحته فان للمناضلين رفاقهم من ديمقراطيين و حقوقيين و كل شرفاء الشعب المغربي مستعدون لمحاربة الاستبداد و الفساد،" و البادئ أظلم ! ".
محمد الخلادي