عرفت الوقفة الإحتجاجية التي دعت لها النقابات الخمس الأكثر تمثيلية بتاونات حضورا جماهيريا لافتا رغم الأحوال الجوية الصعبة و رغم الطبيعة الجغرافية للإقليم خصوصا في مثل هذه الظروف حيث يصبح الوصول الى مركز تاونات جد صعب ان لم يكن مستحيلا بحكم ان مجموعة من "الطرقات" و المسالك تصبح مقطوعة بمجرد حلول فصل الشتاء مما يجعل مناطق معدودة معزولة عن محيطها الخارجي .غير أنه و كما يبدو فإن الجهات المسؤولة لم تراعي الطبيعة الجغرافية الصعبة لهذا الإقليم المهمش و صمت آذانها للمطالب العادلة و المشروعة للنقابات رغم تصاعد الأشكال الإحتجاجية للمطالبة باعتبار اقليم تاونات منطقة نائية و صعبة تستوجب استفادت الموظفين العاملين بها من التعويضات التي تم تخصيصها لهذا الغرض و التي تستفيد منها اقاليم و جهات احسن حالا من هذا الإقليم الذي أصبح مهمشا و منسيا من قبل الحكومة ،فبالإضافة الى تصنيفه ضمن المنطقة ج شأنه شأن المدن الكبرى كالرباط و الدار البيضاء و حرمانه من التعويضات عن العمل بالمناطق الصعبة و النائية فإن الخصاص المهول في الأطر أصبح أمرا مألوفا لدى ساكنة هذا الإقليم حيث أن مجموعة من المؤسسات التعليمية مثلا مازالت مغلقة بحكم عدم توفرها على أساتذة و نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر مدرسة تاسياست بنواحي غفساي ،هذا اضافة الى مجموعة من المؤسسات التي تعرف خصاصا مهولا في الأطر مما تلجأ معه الجهات المختصة الى ايجاد حلول ترقيعية تكون دائما على حساب مصلحة التلاميذ و الأساتذة على حد سواء، و ما قيل على قطاع التعليم يمكن تعميمه على مختلف القطاعات الأخرى كالصحة والفلاحة و الجماعات المحلية و ....
وأمام هذه الوضعية المزرية ، وبعد سلسلة من المعارك التي خاضتها النقابات بهذا الإقليم سواء في نهاية الموسم الماضي كانت البداية من خلال خوض الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للإتحاد المغربي للشغل مجموعة من الإضرابات الإقليمية و الوقفات الإحتجاجية أمام النيابة الإقليمية ،ثم بعد ذلك من طرف الإتحاد النقابي للموظفين التابع للإتحاد المغربي للشغل كذلك و الذي خاض اضرابين اقليميين بقطاع الوظيفة العمومية مع تجسيد وقفتين احتجاجيتين أمام مقر العمالة ، استهلت النقابات التعليمية الخمس الموسم الحالي بمعارك نضالية عديدة مشتركة سواءا من خلال إعتصامات أعضاء مكاتبها و مجالسها الإقليمية أمام كل من مقر النيابة الإقليمية أو مقر الأكاديمية الجهوية بمدينة الحسيمة، أو من خلال الإضرابات الإقليمية المتكررة التي تم خوضها و صولا الى المسيرة الشعبية التي كان من المقرر أن تتم في اليوم الأخير من الإضراب الإقليمي لمدة أيام قبل أن يتم منعها من قبل السلطات المحلية بمبررات واهية، تم نقل المعارك النضالية الى قطاعات الوظيفة العمومية الأخرى التي ليست أحوالها أحسن من حال قطاع التعليم ،ليتم الإعلان عن خوض اضراب اقليمي يوم 07 يناير الحالي شل معظم المؤسسات العمومية و الجماعات المحلية بالإقليم . كما عرفت الوقفة الإحتجاجية التي تم تنظيمها أمام مقر العمالة كما تمت الإشارة لذلك حضورا كبيرا للموظفين و الموظفات العاملين بهذا الإقليم رغم صعوبة الأحوال الجوية (حيث وصلت درجة الحرارة 12 درجة تحت الصفر).
و رغم كل هذا فإن الجهات المسؤولة لم تكلف نفسها عناء التحرك من أجل حل المشاكل المتراكمة التي يعرفها الإقليم و كأن درجات الحرارة المنخفضة هذه الأيام شلت حركتها المشلولة أصلا ،و هو ما ينذربخطورة الوضع الذي قد يعرفه الإقليم في الأيام المقبلة.