بيان اليوم - تاونات : 120 درهما عن خمسة أيام من التكوين البيداغوجي!
وسط اندهاش كبير وخيبة أمل واستياء تلقت أسرة التعليم بنيابة تاونات التعويض المنتظر منذ أزيد من سبعة أشهر عن أيام التكوين حول بيداغوجيا الإدماج.
وبحكم الغموض الذي يرافق دوما المبالغ المخصصة لرجال ونساء التعليم عن أعباء التنقل والمبيت، بحكم أن رجل التعليم يعتبر مستفيدا من التكوين لا مكونا، فإن تجارب سابقة أفقدت الثقة في صفوفهم لكون الوعود سرعان ما تتبخر وتتوجه التعويضات المخصصة لرجل التعليم إلى وجهات مجهولة، والأمر لا يقتصر على نيابة تاونات بل يعتبر شبه معمم على نيابات المغرب. كما أن المذكرات المنظمة لعمليات التكوين لا تحدد التفاصيل المتعلقة بالموضوع، وهو ما يترك الباب مشرعا على كل السيناريوهات الممكنة وغير الممكنة.
والدليل على ما قيل هو ما تعيشه نيابات التربية الوطنية بخصوص التعويض عن التكوين حول بيداغوجيا الإدماج التي عممت تقريبا على كل مدرسي المملكة، فقد توصل الأساتذة في بعض النيابات بمبالغ أقل أو أكثر مما توصل به آخرون، والفرق شاسع بين هؤلاء وأولئك، فمنهم من توصل بمبلغ 600 درهم أو أكثر، وبنيابة تاونات تم صرف مبلغ 120 درهما عن خمسة أيام من التكوين، تضم التعويض عن التنقل وعن المبيت. وهو مبلغ لا يمكنه أن يغطي أتعاب يوم واحد. بينما لم تتوصل جهات أخرى بأي تعويض.
أما عن الطريقة التي تم بها صرف المبلغ الهزيل، مقابل بيداغوجيا يعول عليها مهندسو البرنامج الاستعجالي لترميم هفوات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فقد كانت جد بدائية ولم تراع مصالح رجال التعليم ولا مصلحة المتعلمين، وأفرغت العملية من تقنيات الاحترام والتقدير التي من الواجب توفرها بين الأطراف المعنية، فقد اتصلت المصالح النيابية بتاونات مساء ذات جمعة بمديري المؤسسات التعليمية وأخطروهم هاتفيا بإخبار الأساتذة المعنيين بالتنقل صباح اليوم الموالي إلى مؤسسة أخرى ليتوصلوا ب «الهمزة المعلومة» نقدا، فتوصل المعنيون بالخبر في ساعات متأخرة، وهي العملية التي زادت من استياء رجال التعليم بالإقليم، وأثارت العديد من التساؤلات حول الهدف من تلك الطريقة التي فُهمت مقاصدها دون تأخير.
وإذا كانت النيابة الإقليمية لتاونات، بتصرفها هذا، رفقة الأكاديمية الجهوية أكدت لمن يهمهم الأمر بأنها لعبت على عامل السرعة لإفشال أي تحرك نقابي في الوقت المناسب، فإن رجال التعليم قد استوعبوا الدرس، وفهموا المقصود من البرنامج الاستعجالي.